الجمعة، 24 يونيو 2016

.
.
( من يغني في هذا الليل )
.
.

عادل :

يا لبوح الساهرين .. نتوسد كلماتهم في هدأت الليل فتنساب أغنيات حالمة ..

أكاد أتذوق اللحن المذاب بين أبجدياتهم المفعمة بالوجد والسهر ..

حرائر حيكت من نسيج السحابات المبللة بأدمع الليل .. تلفني .. تغمرني .. 

  فأحلم    ,,        أ            ح             ل             م

..... ولا انتهاء لأحلامهم .. 

أولئك الذين يغنون في  هذا  الليل ...

                             فمن يغني في هذا الليل ؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تورطني يا سيد " عادل " في ارتكاب جنحة الحرفـ من جديد ، في اللغو بدم العشق و الإحتراقـ بلظى الليل الطويل .. 


أأخبرتك أنك تجيد الحرف و مشاكسة النساء ؟؟ 


قد نلتحف أسعافـ نخيل واحتنا الصغيرة ، و نمضي إلى خيبتنا العتيدة زمرا ، قد نوشك أن نلتقط أنفاس عصافير الدجى ، فلا يبقى من البقايا غير رفاتـ رجل / امرأة ، و حب ناضل أن يعيش فالتهمته غيلان الزمن / القدر .. سأتلو رفقتك  - لما لا  - آخر النزعاتـ الإلهية ، في ليل أظلمي ، و حلم مغبش برحيق سرير بارد ، و الكثير من خمرة قديمة محشوة بقبو بهيم ، ترقص به شياطين الفراعنة رقصة التانغو الثورية .. 

من سيغني يا سيدي في هذا الليل ، و العيون تجفل بالأرق ، و الأرواح هائمة بكؤوس وطن مسجى ، و القلب مثقوب تنسل منه آياتـ التعب و الحنين المزمن ؟؟؟ 
من سيغني ، أخبرني ؟؟ 
هل أنت أيها الفار من أسطورة شرقية ، تحلم بأنثى تعيد لشفتيك دفء نيسان ، و تغرد على زندك و ترتلك آخر نبوءاتـ دهر الفردوس ؟؟ 
أم أنـا .. تلك الخرافية التي لازالت تسكن غيمة هاربة من وجع العطش ، تقيم عزاء لا يليق إلا بأقصوصة شهرزاد الجميلة ، و لا تلبث أن تغفو ألف سنة ضوئية ثم تستيقظ لتعلن تمرد الذئب في عالم نكِس الضمائر و اغتراف الأنين المُضاع ؟؟
 أم رفاقنا الذين يلجون عالم العنكبوت ، يتركون نعالهم و أحذيتهم ، يسلخون عواطفهم و ينكحون الوجع الزؤام ، و يعانقون بعضهم البعض في حنان افتقدوه بعيدا عن اليم ، و لاذوا ليحلقوا بعيدا في سماء لا ترسل طير الأبابيل لتمزق أحلامهم ؟؟ 
سنغني .. و نغني .. و نقيم عرس المجون و طوق العوسج سيدمي ما تبقى من هزيم العشق .. أخاف فقط أن تكنسنا الرياح صباح فجرٍ و نحن عراة ,, حتى من وضوء الرب

" سـمراء الل ـوز / أمل "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : سمراء ..

وإن كنستنا الرياح ..
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
وإن يكن ؟؟؟
سيكسونا المجون ,, ولو هدب العيون
.. سيكفينا
ماضينا .. وما تبقى من مائدة الزمن .. وإن يكن ؟؟؟
هل ستمزق الأبابيل أحلامنا .. ومالنا ؟؟؟
لا نصوغ حلمنا .. ولو من نزيف زندنا .. وإن يكن ؟؟؟
أسطورتي الشرقية .. مازالت .. وستظل مصلوبة أبدا ..ولو على سعف النخيل ألــــ خرافية
ولو غفت ألف سنة ضوئية  !!  وإن يكن ؟؟؟
من يغني في هذا الليل ؟؟؟
ربما .. غيمة هاربة أو .. أو ذئب يغني ضميره المضاع
أو رفاقنا في عالم مشاااااااااااااع
وإن يكن ؟؟؟
تورطنا في اللغو بدم العشق .. بدم الوهم .. هل ثمة فرق ؟؟؟
ما شاكست يوما إلا ... خيبتي العتيدة .. وشيء يسير من ..
 من .. من .. بقايا .. رفات امرأة .. وإن يكن 
 فأحلامي كانت دااااااائما بالتجزئة
,,,

أقصوصة لشهرزاد ... ذات أمسية
......
من نزف المآقي
ودمع السواقي
ورعشة سامقة بأعماقي
أترع البوح الزلال
وأنتشي بالسحر الحلال
فهل تبعثرت أشلائي
وما عدت أعرف ملامح أشيائي
وأغرق في اشتهائي
ِلدُنّ المقال
محال .. هذا الجمال
ويبقى السؤال : من أي المجامر؟
تُوقِد نارك يا شاعر
قل أيها الساحر
واكشف عن طلسمك الطاهر
وجاهر .. بالقول المباح
ولا تخشى الصباح
فهنا ثمة ارتياح
لحرفك الفواح
فلا جناح .. أن تكتوي الأرواح
بالسنا الوضاح
إيه .. يا شهرزاد
فارسك باع الصافنات الجياد
واشترى وطنا من مداد
وارتاد .. حدائق الكلام
فامنحيه السلام
فقد ملّ المعارك
واغتصاب الزمن الحرام
خيال .. ومحض خيال
أن أعد الليال
مائة .. ألف .. من قال
أنك يا شاعري ستنعم بالوصال
ويغمد السيف
كلما دبّ الضياء
هراء .. لن تمنحينا .. أبدا
وقتا لارتواء
عطش حيث سراب
وعشق مذاب
بين نعيم وعذاب
وخوف من غياب وأهازيج البقاء
ونقاء .. وارتقاء .. عجبا لكل هذا الاشتهاء
شهرزاد .. ما زال السيف مشرعا
فابني صروحا في مآقينا .. وأربُعا
وسنمضي معا .. لشهريار قاتل النساء
ونسكب في ضميره الرجاء
بألا يكتفي بألف مساء .. ومساء
وأن يظل السيف .. في الخاصرة
حتى تظلي يا شهرزاد حاضرة
مرهونة 
مسكونة
 معجونة 
…… بالذاكرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل  :  سمراء اللوز ..

ثمة أغنيات في هذا الليل تمنحنا عباءة العشق .. فكان انهمار الأغنيات ..وكأنما هناك امرأة خرافية تتلو آخر بكاءات العشق القديمة ..
سيدتي .. ما عاد طوق العوسج يلبي رغبات الجسم المتوشح برداء الحزن الأسود ..  فمن يتلو عليّ آخر تراتيل الوجع ؟؟
من يصلي عليّ ويمضي .. فقط .. دون أن يسلبني تعاويذ الأمان؟؟
سمراء أنصت لموسيقاكِ حيثما أكون يا .. أنا
ما .. أنقى دماء الأنثى .. إذ أتقنت تراتيل العشق الأبيض .. ومواويل البهتان المحرم أيتها الأنثى الخرافية .. الليل يستجير منكِ و إليكِ
أن تمنحيه شوقا .. لا ينتهي
سيدتي .. اسمحي لي أن أقف هذا المساء على أطراف قلبي فقد أشعلته همجية المداد .. فافتحي له جنة " الإحتواء "ابعثي أغنياتكِ سيدتي .. فالسهارى يترنمون لألحانكِ المسائية ويقتسمون خبزالحرف
ويترنحوووووووون .. ثم يتساقطون كالفراشات فوق بساط التوبة!!!
سيدتي ..مااااا أصدق عزفكِ الكاذب .. ومواعيدكِ المحترقة على وتر التمني !!!سيدتي .. يا قصاصة عشق مكثت على زنودالساهرين
كم اشتاقوا .. لوترٍ .. يلهب مفاصل القلب .. ويرتل آيات اللقاء عبر ليلنا الخمري ..فسلام عليكِ .. وعلينا .. سنقرؤكِ سيدتي .. في فناجين العرافات .. حظا ثائرا ..
 يا أنتِ .. غني قبل أن يوشك الفجر على السقوط .. فنحن نستحق وهذا الليل يستحق أن يكتمل الحلم .. وأن يستظل بأفياء دفاتركِ ونصرخ
ن
ص
ر
خ

يااااااا نصفها المحترق .. 
أوقد الليل .. 
تراتيلا لعينيها

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لرجل وعدني أنه سيغني ..
اشتقتُ لغنائك و بهاء الحضورْ 
ألتحف الليل وحدي ، كل ماضٍ في طريق و أنا ألوك حجرة صلدة تُهشم أسنان المشاعرْ 
" عادلْ " كيف حالكْ ؟؟ كيف هي بساتين الشعر في خضم أشغالكْ ؟؟ كيف هي دفاتركُ و الأقلامْ ؟؟
شلونك . بس 
لا تغبْ .. فقد سئمتُ المطر حينما لا يغسلنا باللقاءْ 

وَ ..     غنيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي 

" امل "الإدريسي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عادل : سمراء ..

أين أنا من الشعر ؟؟؟( فقط أحسست شيئا فكونت شيا )
علها تكفي يا سمراء 
سمراء .. هل تملين المطر .. وأنتِ الغمام
أما الغياب .. فما نحن إلا رفقاء درب تظلنا شجرة 
حتى نمل المكوث .. فتأخذنا المنافي حيث لا نعلم 


كل أغنيات المساء .. لك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان هناك رج ـل يجيد في حضرتي الكلام ، صار يخلع عباءة العشق ليستكين للصمتـ تعلمت منه أن أتعرى أمام مرآة السكوتـ ، لأستنشقـ حبيباتـ الإرتكان 
" عادل الأنصاري " اعزفـ .. ربما جاد القدر لتتوحد و إياها في قبلة لا تثير حفيظة الإنهمار 

" س ـمراء الل ـوز "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : سمراء ..

رحماك يا صديقة .. 
وهل لنا من وطن إلا هذا المساء وبضع أغنيات نخبئها إذا ما غفت العيون ..
إلى أين يا نكهة اللوز .. 
إن صادروا الفرح والهواء فمن يمنحنا الأشياء التي لا تقال , ومن يريق علينا أبجدية السهر .. لا شك انها تلك القلوب اللتي أدمنت الغناء والتسكع بين أحلام الساهرين .
سمراء ..
هل يكفي ان نمنحكِ وطنا .. هنا
.
.
حيث الأمسيات التي لا تخضع لأوطانهم ؟؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَا وطنْ .. هاتِ جناحاتي بيدراَ شفافاً مغرورقَ الماءِ يا ماءْ ..
يا أيها ال " عادلْ " ، افتح لي نافذة فأنا أكره الأبوابَ و أقواسَ النصرِ الزائفةْ 
امنحني تذكرة لقطارٍ لا يُرى ، و لا يُسمعُ له صهيلُ دخانْ ،.
كن طيفَ المساءِ ساعةَ المطرْ ، و ساعة البُكاءْ ، و ساعة الضجرْ ،.
يا صديقاً إن القلبَ يعجّ بالخيباتِ المتتاليةْ ، و الوجوهِ التي ماعادتُ تُغري بالهمسِ و لا اللمسِ ولا العناقْ ، .
أخبرني ، أيعقلُ أن نغني بليلٍ شرسٍ ، يضاجعُ فينا أحلاما ناقصة ، و أمنياتٍ مؤجلةْ ،. ؟
غني .. فالشتاءاتُ الزرقاءُ باتتْ تمنحُ الفمَ إكليلَ عطر صامتْ ..
عُدْ لهُنا .. فالأمكنة تناديك يا صديقي 

" أمل الإدريسي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل :

هل أغني .. وهل ثمة غناء يا سمراء ؟؟
هل تصدقين أن تلك الأبجدية العقيمة الخـ.....ائبة 
غـ .... ــــنـــ....ـا ء ؟؟
إليك بقية حكاية لم يضع لها الليل نهاية .. 
كان فارسا يهز سيفه الخشبي بوجه الأمسيات الباهتة !
يلملم سباياه في سلة الحلم
يعيد صياغته بشيء من غرور والكثييييير من الوهم
هو .. هنا .. كهذه الأمسية 
ذلك الأمير الوسيم .. ينتقي من سباياه ما شاء 
السمراء .. الشقراء .. البيضاء
يرسم خارطة العشق وخارطة الجسد وخارطة العناق 
عبر حزمة أوراق .. وكلما اغتالته يد الضياء 
مزقها .. وابتسم
هل تشعرين بذلك أيتها الأنثى الخراااااافية  (يضاجعُ فينا أحلاما ناقصة)
أنا ... أنا فقط .. عبر هذا الليل  (طيفَ المساءِ ساعةَ المطرْ ، و ساعة البُكاءْ ، و ساعة الضجرْ)
حتما تدركين .. هنا .. اتساع الألم 
وكذبة الغناء 
وكذبة السؤال 
.
.
.( من يغني في هذا الليل )
.
.
.
لا أحد .. يا صديقة 
لا أحد
إلا .. أنا .. فقط .. أنا
والكثييييييييير من الوهم
وإكليل عطر صامت .. عالق بين شفتيّ
قريبا .. جدا .. يا صديقة
سأشتكي .. (كما شكيت لها ذات أمسية)
فقر المدار .. وشيخوخة الحلم .. وضيق الأمل
.
.
فسلام عليكِ .. يا أنتِ .. أينما كنتِ
وأينما ستكونين 
وسلام لكِ .. يا سمراء 
كلما غنت الأحلام عبر نوافذ المساء 
وكلما ظلت بعض قلوب رهينة لــ(الأمنيات المؤجلة) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( من يغني في هذا الليل )

سنغني يا " عادلْ " ، رُغم أنفِ الميدالياتِ الزائفةْ ،. سنغني للوتر و للكمانْ ، لبحة الشحرورٍ و للهفة اللقاءْ ، سنغني لأن مواسم الشتاء دافئة و إن اجتاحتها أعاصيرُ الثلج و الإعياءْ ، سنغني لأن الطفل الراقد بصدرنا يرفضُ الأحلامَ الصامتة ، وَ الحكايا التافهة ، و الأنشوداتِ الركيكةْ ،.
سغني يا رفيقَ دربِ الليلِ البهيمْ ، لنفرغَ ماء شفاهنا على أول حانة غضبْ ، لنهشم قارورةَ الوسن ، و نبتديء عُمراَ من زهرٍ و ريحانْ .

أمل الإدريسي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : سمراء .. 

تقلبنا الدنيا ... فمرة تقطرنا بأحلى الألحان في عالم الأحلام ...
واخرى تجلدنا بأقضع وأقسى الم ... فيدَكُّ هذا العالم ... 
لو كانت كل الأحلام المحبوبة تترجم بعد حين واقعا .. 
لملأت  الدنيا بشتى الألحان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" عادل " 
غني .. لازلت أحن لسمفونية العشقـ الليلي أراقبك في صمت الحملانـ 

" س ـمراء الل ـوز "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : سمراء ..

ذات غصة قد يبكينا غناء الحملان .. ونتجرع لثغتها السائلة وكأنما نهتدي بضوءٍ كافر
حيث .. وقاحة النبلاء .. وتراتيل السخط الطويل
سيدتي من سيغني في هذا الليل ورائحة الوجع مصلوبة على جذوع الزيتون ..هناك .. حيث الخيبة العتيدة والثكالى يصطفون على أرصفة الخطايا أو .. أو .. أرصفة الخيانة .. ربما
من يغني في هذا التيه يا سمراء يا .. يا .. ذكرى إنسان
من يغني في هذا الليل وقد انتصبت مجازر الأشعار .. هنــ .. ا.. ك
وما عاد في جوف الليل إلا .. حشرجات المساجد المحترقة
ودموع ألـــ .. عذراء أو ألــ..سمراء
ما اااااااا أبشع هذا الليل إذا .. بكت .. النساء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمسية حداد .. للوطن الذي فقد أصابعه
كنتـ أعيد قراءة قصيدة الموت ل" أمل دنقلـ " ، فأحسست و كأني أعزف على أوتار جهنم .. 
" لا تصالح " 
كنت قد كتبت شيئا ما / مذ زمن ليس بالطويلـ قد أدرجه لاحقا . .
" عادل " 
النساء في وطننا صرن أشرف من الرجال .. على الأقل لم نسفك دم الشقيق و لم نغتصبـ فرحة أم ، و لم نحرق قلبا لعذراء ، كما لم نلقي شبابا من أعلى البرج .. شيء بي كحزن موجع يتحرك كأنه جنين يعلن المخاض .. آسفة لأني أتيت لهنا أرتل خيبتي في وطن الأنبياء لقلبك كل الطهر .. و لازلت أعشق صوتك و هو يترنح على الأسطر .. فغني من أجل ملائكة عدنـ 

" أمل الإدريسي"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل :

وأسفا على ما فرطت من حرفي يا (أمل دنقل)
فذات زمن كتبت عن التصالح للحيلة وكأنما أيقضتني تلك الكلمات وأعادت زمني الصغير لذاكرة الليل ..
فعذرا يا دنقل إن كنت غرا لا أفقه أبجديات التصالح "إذ ذاك"
 لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يدالعار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة ! .
لاتصالح (بتصرفي مع الاعتذار لأمل دنقل) ؟؟؟
ما باليد حيلة .. صمتنا ..
وتحدثت أيامنا الذليلة
لاتصالح ؟؟؟ 
ولكن صالحنا .. ونسينا
وما عادت القدس إلا ..
شيء في أغانينا
فيروز تصرخ .. 
"وستغسل يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية 
.. "و مازالت فيروز تشدو .. 
ولكن ما عاد لنا قضية لا تصالح .. 
ولكن صالحنا .. وأنخنا مطايانا
تحت النجمة السداسية 
لاتصالح ...
بل صالحنا .. 
وبسنا نعال القدم الهمجية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عَ ـادِلْ " غني يا رفيق الليل الأظلمي .. حتى تنقشع أحجياتُ الوردِ عن فلذاتِ التعبْ أسقي حنجرتك ماَء َ البيداء ْ .. فغني 

.. " أمل الإدريسي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : " أمَ ـلْ "  .. 


ياسيدة البلاط الليلي الأظلمي .. ياسيدة الاتجاهات .. والمنافي .. يا أميرة وطن الرب
مازال في صلوات النار بضع تراتيل .. وبقايا خشوع .. وكأني بعصافير الروح قابعة في قلوب رجال الشرق .. تبكي شوقا لوعكة عاطفية تصيبها في مقتل .. فتُصلب وقد غمرها الطهر .. تلثم جسدا نحيلا كشجرة لوز يابسة .. لم تُخلق إلا لتضمهما .. معا حيث أغنيات المساء

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها الرجل الذي يتوسد زندا غضا ، يتلولبُ على عرائشِ الدفءْ 
أحقا تسقي نهمنا آبار الرب الحمراء ؟؟ أم أن القلب بات يعجُّ بكائنات كلسية تنبت كالخفافيش على نهدٍ و شفة ؟؟ 
حقيبتي و -أشيائي بها - معلقة بكف .. و صوتي تدهسه عجلاتُ التاريخ المطَبيِّ .. 
و رُغم الرحيلْ أتيتكَ أرتل أغنيات منتصف الليل / الخيبة ، لأهمس لكَ :

" يروقني هكذا عزفُ أيها المتورط في دم الإنبهارْ "

" عادلْ " 

بعيدا عن الألقاب ، و إتكيت المجاملاتْ .. 
سأبتسمُ كشامة معلقة بزُهدِ كتابْ ، و أعترفْ أنكَ عاصفة دمعٍِ تروي عطش الأوطان للدماءِ ..
واصلِ ها الغناء ، مشانْ الود و البكاء لو أمكن 

" أم ـل الإدريسي "

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل  : " أم ـل الإدريسي "

رفقا بي أمل .. فتراتيلك عصية عليّ .. وتورطني جدا .. 
أتعلمين .. أمل ..
ثمة أبجديات ينقلب عنها البصر خائبا وهو حسير .
وكأني أرتشف قهوة خطيئتكِ بشفاه غجرية !!
هل أملك إلا أن أتوضأ بعطر الصمت وأقرأ تعاويذ الاحتياج (مشانْ الود و البكاء)
أتعلمين سيدتي السمراء .. لقد بكيت طويلا وأنتِ تتسائلين 
من أضاع الإحساس يا أماه ؟؟
وكأني بحنجرتي تصرخ : لكِ كل الأوطان وأعيادها .
سمراء .. من لذلك الصدر الموبوء بحب همجي 
            ما استحقه رجل عبر أي وطن وعبر أي زمان ؟
.
.
" التقاء الأرواح أتذكرين ؟؟ "

لا دموع تجري بالمحاجر و لا شمس تحضن ألم الرحيل
هنا عبر أمسياتنا وثمة ألحان لم تزل تبحث عن رفقة لمدائن المساء ..
ومازال نفس السؤال يعاقر الليل :
سيدتي أخبريني من يكون ؟ 
و كيف يكون ؟
 و هل سيكون ؟
فقط دعيني أحتسي لذة الحديث عنــ ي ـه
أمل هل حقا نحن : أنصافُ آلهة , وأنصافُ أبالِسة 
أمل .. هل أخبروكِ .. أني كنت .. هناك .. وسأظل

بين الصدر .. 
             واللحن ..
                      والحرف  .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

قُلْتُ لَكَ آنِفاً أَنِّي سَ أُغَنِّي وَ أُغَنِّي وَ أَنَّ وَجْهَ الحَنِينِ المُتَرَمِّلْ سَ نَهُزُّهُ هَزًّا ، لِ يَسْقُطَ مِنْ رَحِمِ الحَنَاجِرِ دَمْعٌ عَصِيٌّ .
  عَادِلْ ، غَنِّ يَا رَفِيقْ وَ اسْحَبْ مِنْ فَمِ الحُزْنِ دَمْعَةً أَوْ دَمْعَتَيْنِ وَ تَمَدَّدْ عَلَىى قَصَبِ اللَّحْنِ ، وَ أَخْبِرْ مَنْ لَا يَعْرِفُونَنَا أَنَّنَا شَعْبٌ مِنْ وَرْدٍ وَ يَاسَمِينْ وَ أَنَّ لِ قُلُوبِنَا عَلَى الوَجَعِ حَقٌ ،.


أمل الإدريسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سنغني يا رفيقَ دربِ الليلِ البهيمْ ، لنفرغَ ماء شفاهنا على أول حانة غضبْ ،
 لنهشم قارورةَ الوسن ، و نبتديء عُمراَ من زهرٍ و ريحانْ ،.
افتحَ زندك للريح يا رجلْ ، قاتل شبحَ الوهن ، تعلق بأغصانِ الفجرْ ، و ارجع طفلا يتأرجحُ على ليلكة بهيةْ ،.
كن النار و الهشيم المقدسْ ،.
و لا تدع الوطن يدخن سيجارة دمعهِ الأخيرةْ 
عادلْ ( يا صديقْ ),,
النوافذُ تُشعلُ الحنينْ ، فاصدحْ فإني أعشقُ بُلبُلكَ الربيعي

أمل الإدريسي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل :

ألم أخبرك يا سمراء ؟
شتاءنا هنا .. في جدة هاديء وسريع .. دائما يكون على عجلة من أمره .
لا أحبه .. لا يطيق العشرة والسهر وحنين العلاقات .. كأنه صناعة الطقوس السريعة كما الوجبات السريعة .
أحيانا يخيل إلي أني أكرهه كثيرا لعجزه عن تلقي الحب ولهفة الانتظار .. يتحدثون كثيرا يا سمراء عن حكايا الشتاء .. اسمعهم ..اصغي إليهم .. احسدهم .. وأنتظر 
ودائما .. ثمة علاقة شاذة معه وكأنها علاقة آثمة مع هذا الفصل المذهل .
.
.
لا أحبه ابدا .. وأتمنى الارتماء بحضنه القاسي ذات أمسية ..
.
.
هل تملكين كمانا يا سمراء ؟؟
.
.
سأحتضن عودي وأدندن أغنية لهذا المساء الذي بدا شتاؤه على استحياء وتردد .. يبخل علينا ببعض نجواه .
.
.
رددي معي 
.
.
تخيلي لو منتي بحياتي وش يصير
تخيلي لو منتي البداية والنهاية والمصير
نعنبو بليسك..
كيف صرتي فحياتي مثيرة
واقل شي بتفاصيلك مثير
تخيلي لو منتي بحياتي وطن
تخيلي انتي المدينة والشوارع والسكن
وانتي الليالي والبكا 
وانتي الأماني والشجن
تخيلي لو منتي بهالمسا 
حلم .. وقمر 
واول حروف القصيدة واخر ابيات الشعر 
وكل ما حرم الله من تعاويذ السحر
يا بنت الحب معك نشبه 
يبتدي لعبه .. غنج ودلع
وينتهي .. هم .. وتهاويل 
ينتهي .. نككككككبه
بس تجتاحني .. حيييييل 
رغبه 
ظما 
لكاس الوجع 
واشوف الناس تبكي على حالي 
وانا .. كن بي عما
نعنبو دارك .. كيف صار الألم بنظرة عيونك
هَنا .. تاخذني لابعد سما
كني انا والليل وحروفي 
وكل ما بقا بعمري
دموع .. تسقط على كفوفي 
واناديك 
شوفي 
وش بقا مني
جلد .. وعظم 
رجال .. متلبسه جني
كل ما غابت عيونك .. 
انتفض .. ارتفع .. انخفض
ولا قرو عليه اسمك
ركض .. يم الغروب
يبي يلحق آخر احلامه .. وبنتٍ لعوب
هي والمسا قدامه 
ملتهي 
باخر أيامه
بليل
وسهر
و لحن قديييييييييييم
.
.
عيا ينتهي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادلْ أشعل لها ألف شمعة حمراءْ و أنفخ دمعتكَ .. 
لتحترقَ سماء العيدِ أتعلمْ لم أعد أهتمُ كل عام و قلبُكً يعمر بالخير يا رجلْ

أمل الإدريسي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل :  أتعلمين يا سمراء 

أنا أيضا لم أعد اهتم وسأشعلني .. 
وسأنتشي باحتراقي وأصرخ .. 
أصرخ
أصرخ
تبا لهذا العمر من أوله لأخره وستكتحل الليالي المارقات من بقايا رمادي ويستبيح السهارى فناء أحلامي هيت لكم .. هيت لكم فما عادت أغنيات المساء تبهجني .. مذ غادرتها الأمنيات تبا لأماني تشيخ وعتمة لا ضوء فيها .. وليال فقدت شهوة الانتظار هل .. هناك .. من .. يعي
حرر في تمام الرابعة وبعض من دموع .. وكثيييييييير من أسى

ــــــــــــــــــــــــ

عَادِلْ .. أشعلتُ شمعةَ حنينٍ هُنا و مضيتُ حافية القدمينِ على بلاطِ الشوكِ أغنِّي ..
.. فأيناكَ يَا صاحبَ القصرِ الصامتِ ؟؟

أمل الإدريسي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : سمراء .. 


يأسرني الصمت حين لا تنال الكلمات من مسامع الأحياء .. ومضينا على بلاط الشوك " كل في طريق" .. سمراء.. ربما سأغني ذات عمر " للرميمات البوالي في الحفر "ولربما اضطربت لقصاصة شوق قديمة .. ولربما أبعد حلما بأن تصغي لبقية شجن وأترنم لها أينما كانت ..
تعالي أقاسمكِ الوجع يا ... أنتِ
هل أخبرتكِ .. ذات أمسية أني لا أجيد الكلام إلا .. معكِ أشعر أني ألوك لغتي بين عينيكِ .. استجديها بقية حلم .. ضاع منا عبر أمسية .. مسكون .. انا .. بالفجيعة حد الانتشاء ..أصدقيني .. ياحبيـــــــ ..... ـــــديقه .. هل كنتُ جذوة حلم لأمسياتكِ .. ذات عمر.
هل تعلمين كان يضنيني الاحتياج والآن غدوت أجرجر عمرا لا يليق بي ,, فأين سأجدكِ الآن ؟؟ قلتيها ذات أمسية .. 
هل تذكرين ؟
صغيرتي .. حنايا الروح خاوية إلا من بعض ذكرى .. فأين أنتِ وأين أنا
وكأني أقراؤها .. " قادم انا لا محالة " ...
 ولم يأتِ أحد ذات صباح كنت أبعثر أوراقا قديمة .. قديمة جدا قدم الحلم الساكن بين ضلوعي المتعبة.. كانت صفحات تموج بسنابل القمح وقلوب النساء ومعارك زائفة والكثير من الوهم .. منحتني سحب صفاء وبعد حين اكتشفت أنها لم تعد تحميني .. يدثرني الخوف والندم .. أفتقد بياضك .. نقاؤك ..
 أفتقد طعناتي التي تغفرين .. 
أي قدر آخر سأغرق به ؟؟

يا .. أنتِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سنغني يا " عادلْ " ، رُغم أنفِ الميدالياتِ الزائفةْ ،. سنغني للوتر و للكمانْ ، لبحة الشحرورٍ و للهفة اللقاءْ ، سنغني لأن مواسم الشتاء دافئة و إن اجتاحتها أعاصيرُ الثلج و الإعياءْ ، سنغني لأن الطفل الراقد بصدرنا يرفضُ الأحلامَ الصامتة ، وَ الحكايا التافهة ، و الأنشوداتِ الركيكةْ ،.


أمل الإدريسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل : سمراء ..

هل سأغني ؟
ثمة لحن موجع حد الفناء .. بك .. ما عادت دفاتر القلب تهتز لمخاض الكلمات .. يكسوني الصدأ هل سأغني ؟
مازال الغياب يشعل صخب الانتظار .. ولا صدى يسامر الحلم
موحشة هي أمسياتي .. هل تشعرين بوجعي ؟
هل سأغني ؟
يا شقائي أنتِ بين قلبي وعقلي .. تقيمين .. 
هل سيطول بقائي ؟
عادت الذكرى وكأن الجحيم أيقظها .. فمن يمنحني إغفاءة محشوة بالنسيان ؟
هل سأغني ؟
بعض الأمسيات تسكن العين .. لا لتمنحك قمرا يغني معك .. لكن لتحتفي بمواسم البكاء ..
هل سأغني ؟
مشاكسة حد التعب .. 
عابثة حد المجون .. 
وإن يكن .. 
               فلها قلبها ولي الهوان العظيم ..

 كيف تطويك المسافات ومازال في الحنايا بقية حرف ومواسم بكاء
هل سأغني؟
وثمة عجز يداعب أهداب أبجديتي أن اشطر وجه أحزانك بسيف الصمت
فلا صدى يمسح غبار أحزانك .. 
ولا وجه حبيب يمنحك أغنيات الطرق المتعبة
من سيغني  وما عادت الأمسيات تنجب مواعيد الطهر
 ومواسم الأرق 
ودفء الكلمات 
وشهقة اللقاء .
.
.
من سيغني في هذا الليل ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أردتُ يوماً أن أرحلْ ، وجدتُ القطار لازال يقرأ جريدة المساءْ 
انتظرتْ .. و انتظرتْ 
            و لكن القطار لازال يتهجى الخبرْ 
            " عادلْ " أردتُ أن أغني في هذا الليلْ ، لكن حُزني يقشر بعضهْ 
            و جراحاتي هيكل منخورٌ أزرقْ 
            أتدلني على وطن لا يُصادرون فيه حق الفرح و الهواءْ ؟؟
            سألملمُ وجعي و أمضغُ حُرقتي و أرحلْ 


" أمل الإدريسي"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــ
.
.
مدونة أمل الإدريسي  ( سمراء اللوز )

.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   مدونتي
.
.
.
.